يختتم فعاليات مجلسه الرمضاني لهذاالعام
ضيوف " نادي دبي للصحافة" يناقشون أهم المتغيرات في المشهد الدرامي العربي
دبي - الإمارات العربية المتحدة، 8 أغسطس، 2012:أختتم المجلس الرمضاني الذي ينظمه "نادي دبي للصحافة" فعالياته ليلة أمس منخلال الجلسة الحواريةً التي حملت عنوان "الاتجاهات الجديدة في الإنتاج الدرامي العربي"، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والمنتجين في صناعة الدراما والإنتاج التلفزيوني العربي والفنانين المحليين.
وأغنى ضيوف المجلس بمداخلاتهم التي ركزت على الشأنالدرامي حوار البارحة الذي أداره الإعلامي إبراهيم استادي من مؤسسة دبي للإعلام،وشهد مشاركة كل من جمال الشريف، مدير عام مدينة دبي للإعلام ومدينة دبيللاستوديوهات، وعبدالله العجلة مدير إدارة الإنتاج ومشتريات الدراما في مؤسسة دبي للإعلام، والفنان والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، والكاتب والمؤلف الإماراتي جمالسالم، وفادي إسماعيل المدير العام لشركة O3 للإنتاج، مجموعة MBC.
وقد أفتتح الحوار أحمد الجسمي بعرضه لبعض التحولات الجديد في الدراما، وقال: "نحن نشهد انتقال الدراما من مرحلة إلى مرحلة،سواءً الدراما الخليجية أو العربية، الأمر الذي يحتم علينا كمنتجين تطوير أدواتناوبالأخص التقنيات المصاحبة للعملية الإنتاجية. ومن دون أدنى شك فأن التطوراتالحاصلة في الوطن العربي قد أثرت على مسار الإنتاج العربي. ولقد ارتفع اليوم مستوىالوعي العام حول أهمية عنصر الإنتاجفي البحث عن مادة تربط جميع المكونات الدرامية من نص ومن مخرج، بالإضافة إلى تسخيرها للعوامل الفنية والبصرية المختلفة."
من جهته، شدد فادي اسماعيل على حاجة الدرما الخليجية إلى الجرأة والخروج من النمطية، كما أشار إلى أن الدراما الخليجية تقوم بتكرار مواضيعها ونجومها وممثلينها.
ويقول اسماعيل: "لقد حان الآوان للتطور والجرأة والظهور بقيم انتاج مختلفة وخاصة فيما يتعلق بالعنصر المرئي. وهذا لا يعني أنالمال دائماً هو العقبة، بل أن الجرأة في الإنتاج والطرح هي المعيار. ونحن ندعوالمسؤولين عن الإنتاج الفني إلى الحضور بشكل فاعل في الأعمال الفنية الخليجية والعربية ولتقديم الجوانب البصري ببراعة."
وفيما يتعلق بمعايير قياس نسب المشاهدة، لفت اسماعيل إلى أن هذه المعايير قد تلعب دوراً في التعرف على ذائقة الجمهور، إلا قياس نسبة المشاهدة ليست عملية دائماً وراسخة في الإمارات فقد بدأ النظام منذ وقت ولكنالتجربة لم تعمم، والعملية بحاجة إلى الاستقراء بين السطور لتحديد جميع العواملالتي تلعب في قياس نسب المشاهدة.
بدوره عرض جمال الشريف للمساهمة القيمة التي قدمتها مدينة دبي للإعلام ولاحقاً مدينة دبي للاستديوهات في دعم الإعلام والإنتاج المحليمنذ تاريخ تأسيسهما. وقال الشريف: "وفقاً للإحصاءات والبيانات التي قمنابجمعها وتسجيلها، لقد لحظنا أن التحدي الذي يواجه المنتجين يكمن في تكاليف الإنتاجالتي تشمل الإقامة والسفر والتأشيرات واستقطاب النجوم والمواهب من الخارج، وتوفيرمختلف أنواع التسهيلات من بنية تحتية ومرافق وخلافها. وفي العامين المنصرمين،سجلنا تدفقاً كبيراً في الإنتاج ففي العام 2011 وصلنا إلى ما يزيد عن 888 طلب تصوير. وخلال النصف الأول من العام 2012 سجلنا النمو الأكبر، ففي الدراما التلفزيونية تم تصوير 9 أعمال درامية في دبي منها عملين سوريين. وأثمرت جهودناالحثيثة في تخفيض تكاليف الإنتاج بحوالي 15% إلى 20%، وبعد أن أعلن المجلسالتنفيذي عن إطلاق مفوضية دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي بهدف دعم الإنتاجالمحلي والعالمي، ومن خلال التنسيق مع جميع الأطراف المعنية وبفعل تضافر الجهودبتقديم التسهيلات نسعى إلى إزالة جميع التحديات التي تعترض الإنتاجالمحلي، وجعلدبي وجهة دائمة وجاذبة للمنتجين."
أما عبد الله العجلة، فقد عرض للمشهد الإنتاجي العربي للموسم الرمضاني الحالي، حيث انخفض الإنتاج في سوريا إلى 13 مسلسلاً أيبمعدل تراجع كان في حدود 50%، أما الإنتاج المصري فقد سجل 60 مسلسلاً ويعود ذلك لتقلص الإنتاج السينمائي في مصر الأمر الذي أسهم بدعم الإنتاج التلفزيوني. في حينكان الإنتاج الخليجي تقديرياً بحدود 50 مسلسلاً وهو رقم وصله الإنتاج الخليجيمؤخراً لنظراً لاحتياجات المحطات المحلية في السنوات القادمة".
وأشار الكاتب الإماراتي جمال سالم للشعبية الواسعةالتي تحصدها الدراما التركية حالياً، ونوه إلى أن مقارنة نجاحها مع الدراماالخليجية ليست عادلة، وقال سالم: "إن مواضيع الدراما التركية لا تصلح علىمستوى الخليج العربي، حيث أن الكاتب محاسب بحكم العادات والتقاليد والدين،فالمواضيع التركية شاذة في معاييرها الأخلاقية، ولكنها تتمتع بنوع من الرضى نظراًلكونها معفاة من المسؤولية. كما أن الدراما التركية ليست بجديدة من حيث القصة، أمامن حيث الطرح والعناصر البصرية والخارجية فتجد استهسال يساهم في نجاحها."
وقد اتفق جميع المشاركون في الجلسة على الحاجة إلىتوزيع الإنتاج الدرامي العربي على مدار العام، بهدف الحد من ظاهرة الاكتظاظ فيالإنتاج المواكب لظاهرة التسابق للعرض خلال شهر رمضان. وتأكيداًلمخرجات الإصدار الرابع من تقرير نظرة على الإعلام العربي 2011-2015 الذي أعدهنادي دبي للصحافة فإن القدرة على إنتاج محتوى محلي لجمهور محلي هو هدف تجتهد أسواقعديدة في العالم لتحقيقه، وعادةً ما يعتبر المستوى الصحي لإنتاج المحتوى مؤشراًجيداً لتطور قطاع الإعلام لإنتاج مواد أكثر أهمية بالنسبة للجمهور، وهي الحاجةالتي تبرز في ظل المنافسة المحتدمة مع الدراما الأجنبية والمعربة على الشاشاتالعربية.
No comments:
Post a Comment